يعكف علماء حاليا على بناء أكبر آلة علمية على الإطلاق لإثبات نظرية النسبية لآينشتاين. وتقوم ثلاث مركبات فضائية على مسافة نحو 4.5 ملايين كيلومتر بإطلاق حزم إشعاعية من الليزر على بعضها عبر الفراغ الكوني، في محاولة أخيرة لإثبات ما إذا كانت نظرية ألبرت أينشتاين صحيحة.
ويأمل علماء الطبيعيات أن تتيح لهم هذه المهمة الطموحة إثبات وجود موجات جاذبة، وهي ظاهرة تنبأ بها آينشتاين في نظريته الشهيرة للنسبية، وما زال آخر جزء في نظريته قيد إثبات صحته.
وستستعين المهمة، بالتعاون مع وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) ووكالة الفضاء الأوروبية، بثلاث مركبات فضاء تطير في تشكيل أثناء دورانها حول الشمس وفي كل مركبة مكعبات عائمة من البلاتين الذهبي.
وستستخدم حزم أشعة الليزر المطلقة بين المركبات في قياس التغيرات الدقيقة في المسافة بين كل مكعب من المكعبات، التي سببتها الموجات الضعيفة للجاذبية التي تتشكل من الأحداث الضخمة في الفضاء السحيق.
ويذكر أن نظرية النسبية لآينشتاين تنبأت بأنه عندما تتصادم أشياء كبيرة كالثقوب السوداء تحدث تموجات في الفضاء والزمن تتدفق للخارج، وهذه التموجات تسمى الموجات الجاذبة.
ومن المعلوم أن محاولات أرضية لاكتشاف الموجات الجاذبة عن الأرض قد باءت بالفشل حتى الآن، وكل ما تم الحصول عليه هو موجات جاذبة بترددات عالية نسبية.
ومن المتوقع أن تتمكن المهمة الفضائية الجديدة المعروفة باسم هوائي مدخال الليزر الفضائي أو (ليزا) من كشف الموجات الجاذبة لكل الترددات المنخفضة جدا بسبب بعد المسافة الكبيرة بين المركبات الثلاث.
ومن المقرر أن تطلق مهمة اختبار أصغر تسمى ليزا باثفايندر، شيدت بواسطة مهندسين بريطانيين، العام المقبل لتمهيد الطريق للمهمة الأكثر طموحا من أجل كشف التقنية المستخدمة في كشف الموجات.
وقد بدأ العلماء بالفعل في تشييد الآلات التي من المتوقع أن تنطلق قبل عام 2020.
ويأملون -بمجرد اكتشافها- أن تتمكن الموجات الجاذبة من توفير معلومات جديدة عن الكون الذي لا تمكن رؤيته حاليا باستخدام طاقة إشعاعية كهرومغناطيسية مثل الضوء والموجات اللاسلكية والأشعة السينية.