عائض القرنى: يا مصر كل الهوى في نيلك الجاري
في صحيفة " الشرق الأوسط " أرسل الشيخ عائض القرني مقالة في حب مصر من من القاهرة، آثر ان يبثها في عبارات منفصلة كثيفة المعنى، مطعمة بالقرآن الكريم تارة وبالشعر تارة اخرى، يتمازج فيها التاريخ بلواعج الحب، نختار منها قليل من كثير، يقول القرني "تلوت وأنا أدخل مصر قول الباري عز وجل: " ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين".
- يا مصر كل حديث كنت أحفظه ـ نسيته عند أهل التل والدارِ
- جرت دموعي على أعتاب داركمو ـ يا مصر كل الهوى في نيلك الجاري
ويضيف القرنى "وقد دُعيتُ إلى جلسة أدبية فحييت مصر بهذه المقام:
يا مصر، أنت كوكبة العصر، وكتيبة النصر، وإيوان القصر، أنت أم الحضارة، ورائدة المهارة، ومنطلق الجدارة، وبيت الإمارة، ومقر السفارة، ومهبط الوزارة، من أين نبدأ يا مصر الكلام، وكيف نلقي عليك السلام، قبل وقفة الاحترام، لأن في عينيك الأيام، والأعلام، والأقلام، والأعوام، يا مصر أنت صاحبة القبول والجاه، كم من قلب فيك شجاه ما شجاه، ونحن جئنا ببضاعة مزجاة؟ سارت إلى مصر أحلامي وأشواقي ـ وهلّ دمعي فصرت الشارب الساقي"
ويستمر القرنى مطعماًً كلماته بالقرآن الكريم تارة وبالشعر تارة آخرى فيقول "
يا ركب المحبين أينما حللتم وارتحلتم، وذهبتم وأقبلتم، اهبطوا مصر فإن لكم ما سألتم. يا أرض العز، ... التقى الطيب والكافور في مصر، لما التقى أبو الطيب وكافور في القصر، قبل أن يدخل جوهر الصقلي مصر كان عبدا مملوكا، فلما دخلها صار يحكم ملوكا"
ويقول "هنا سحق الطغيان، ومزق جنود الشيطان، ودمر فرعون وهامان، وأحرقت وثيقة الزور والبهتان، وارتفعت ملة الرحمن، هنا عمرو بن العاص، رحب به العوام والخواص، وفر الظلم في قدومه وغاص"
ويستكمل القرنى " صباح الخير يا أرض الكنانة، وناصرة الديانة، وحاملة التأريخ بأمانة، وحافظة عهد الإسلام في صيانة، وراعية الجمال في رزانة ... سلام على مصر في الآخرين، لأنها كانت خزانة المسلمين، ومدد المجاهدين، وسلة الخبز للجائعين، ومقبرة المستعمرين، أهلك الله أعداءها ثم قال: «فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِم السَّمَاءُ وَالأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنظَرِينَ" بوركتِ يا أرض السنابل، ويا روض الجداول، ويا بلاد الخمائل، لك في قلوبنا من الحب رسائل، ومن الود مسائل... لله أنت يا مصر، بَنُوك أهل سعة في الحفظ، وفصاحة في اللفظ، ومنهم سادات القراء، وأئمة الفقهاء ... سقاها الله الغيث المدرار، وحماها من الأخطار، وصانها من لوثة الأشرار